الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

كنت....!!


حيرني هذا العالم القاسي, كنت أعتقد أنني الوحيدة العالقة في دوامة التمرد.... تمرد على الفكر الرتيب ...تمرد على الأشياء والأماكن .....تمرد على كل من ينظر إليّ كإنسان من الدرجة الثانية ...تعودت أن أترجم كل ما يدور بفكري، وأحلل باجتهاد كل ما يدور حولي، وأحيل كل من لا يفهمني إلى محكمة الجهل والتخلف ..!!
كنت أعتقد أن الحياة عبارة عن ممرات  مليئة  بالورود، إذا استطعت اجتياز ممراتها  بفهم لها فسوف أحظى بوردة تعلق بخصلة من خصلات شعري.
وكنت  أظن أن الفئة التي تؤمن بنظرية  تسامح العقلاء  هي السائدة بين مختلف شرائح المجتمع .... ولكني تفاجأت أن الفئة السائدة هي التي لا زالت تمارس الجدلية الفلسفية، هل التسامح موجود أم أنه كذبة مستحدثة؟
وكنت أظن أن المرأة تخطت مشكلة الرجل بمراحل كثيرة , ولكني اكتشفت أنها  لا تستطيع أن تثبت وجودها إلا من خلال ذلك الكائن العظيم المسمى بالرجل, فوجودها وتصرفاتها وحتى مظهرها كل ذلك مرتبط بالرجل، فهو من يملي عليها كيف تفكر وكيف تحب وكيف تهتم بمظهرها ...!!
وكنت أظن أن السلام ينبع من الداخل, فلو فكرنا أن نعيش بسلام وآمنا به وحملناه كمعتقد فسوف نتمتع بالعيش معه، ولكني عدت أدراجي عندما اكتشفت أن السلام شيء هلامي مبهم وكلمة نتداولها في صلاتنا وتحياتنا دون أن نفكر فيها، فهي كلمة استغلها  الإنسان ليداري أخطاءه البشرية من خلالها، وليجعلها أملاً للضعفاء قليلي الحيلة مثلي.
وكنت أعتقد أن الإنسان مسالم بطبعه ويحب الانتماء لحضارة المتحضرين، ودائما يرغب في حمل سلال فاكهة التحضر واحترام تفاصيل الزمن ... ولكنه في الواقع أرهق أعصاب الأرض، وشتم القمر وملأ محيط الكرة الأرضية بنفايات الحضارة المزعومة.
وكنت أعتقد أن الكتابة هي نوع من أنواع قراءة الذات ... ولكني اكتشفت أنها نوع من أنواع إثبات الذات.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق