الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

أنت طرزان....!!

       عندما يتعامد فرحي على محور حزني عند نقطة وعيي تتجه الأشياء إلى اللانهاية، حاملة لواء أسرار روحي برموزها وغموضها الإنساني ..تتكشف لي حقيقة نفسي وإصراري على الاستيلاء على كل ماهو جميل حتى لو كان غير مفيد.
تتجلى لي صورة الإنسان القاطن في أعماق أنفسنا برعونته وعنجهيته ومفاهيمه الضيقة وحدوده اللانهائية ودأبه على قلب الحقائق ..!!
أيحق لهذا الكائن العجيب المسمى الإنسان تلوين القوانين وإلقاء خطب لإقناع نفسه بأنه كائن مستبد؟..من يقنع من؟
الإنسان هو الإنسان من سيبيريا حتى آخر العالم, يعيش محاولات مستميتة لتغيير نفسه، ولكن إلى الأسوأ, للتماشي مع أهوائه ونزعاته الشيطانية..
في رحلته الإنسانية..البشر متساوون باختلاف حجم الأمتعة ونوعية المقاعد والطعام, ولكن كلها تؤدي الغرض نفسه..الكثيرة والقليلة الوفيرة والقاسية، الملونة وغير الملونة تؤدي إلى النتيجة نفسها..!!
ذلك المخملي الوردي الأحلام، كذبة كذبها على نفسه الإنسان وصدقها، فالمخمل ناعم ولين، والأحلام الوردية عادة تكون خالية من الشر ..
إذن لماذا يطلق على نفسه صفة المخملية وهو في الحقيقة قاس ومعاند بينما المخمل رقيق ولين؟؟
يحلم الإنسان أحلاما وردية وهو في الحقيقة يحلم بتدمير هذا وقتل ذاك وقص جناح الآخر..!!
عجيب أمرك أيها الإنسان تعيش لتصبح أكثر توحشا, تدعي البناء مع أنك تهدم بكل حقد ورضا عن النفس لوصولك لمرحلة نقطة التعادل النفسية،
أنا موجود إذن أنا حاقد ومدمر وغير مبال .....
سيدي الإنسان ..عندما أخاطب عقلك تصدمني صخرة جهلك ..أما إذا ناشدت عاطفتك يفاجئني ضعفك وتخبط مشاعرك، وإذا خاطبت الإنسان فيك يظهر لي من بين تلال نفسك طفل بريء، لكنه بلا قيود نشأ بلا قوانين كأنه في غابة..!!
عزيزي الإنسان أنت إذن طرزان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق