الاثنين، 22 ديسمبر 2014

تبت يد الجهل ...!!



تعود أن يُسرج خيل أفكاره في جولات طويلة , يتأمل طبيعة الإنسان الساحرة

والمقززة في آن واحد, يترقب خطى تأملاته بنظرة ثلاثية الأبعاد , ذالك الكائن المخيف

اللطيف معا, فـ يستيقظ  خياله على فكرة مترددة تجيء وتعود على استحياء كفتاة

المراعي الخجول,فـ يُرهِف السمع لها , منصتا باهتمام كتلميذ للتو بدأ صفه الدراسي ,

لتتبلور فكرته الحائرة عن صديقاتها بسؤال أجرد كصحراء مقفرة إلا من خيوط رمال

ذهبية تعمي العين بانعكاسها اللامع , تكورت فكرته بسؤال خالٍ من دسم المجاملات

 النفسية والبشرية , ما أصعب ما يواجهنا قبل الحلم والأمل والألم ..!

جنح خياله للبعيد بعد هذا التساؤل الضاج بشفافية مفتوحة العينين , سؤال عنيد

كان يهرب منه ويلاحقه كغوريلا سوداء شرسة , ولكن لابد من المواجهة,أن يقف

 وجها لوجه أمام هذا السؤال الغوريلا معناه أن يكون شجاعاً كـ "بتروشكا" الذي

لايُقهر ولابد من المغامرة , إن إقصاء عقل المرء وتقييد حريته المسئولة هو أبشع من

 القيد الفيزيائي للإنسان  , هنا يفقد المرء جوعه إلى الحياة .كالرفاهية التي أفقدتنا

 التمتع بكل ما حولنا , وكأن ما لدينا من رفاهية هي من المسلمات وهي استثناء على

 طريقة الاستثناء الذي يؤكد القاعدة. إن وضع المرء داخل دائرة تدور به محظور عليه

 الخروج منها أو المشاركة في دفعها أو إيقافها , يكون كالدولة التي فقدت قرارها

السياسي ,بسبب خضوعها الدائم لسياسات دولة أقوى منها , فلو طلبنا عدم تقييد

عقولنا بخيوط عنكبوت الخوف والخضوع , ومواراتها خلف  أوراق توت العجز

والتخاذل والجبن الممزوج بكسل الإرادة , وسجنها وراء قضبان العادات والتقاليد ,

وعدم تحرير نظريات علم الاجتماع وعلم النفس , التي هي  أعلى مستويات المعرفة ,

فمعناه أننا عطّلنا المعرفة , وقيدنا روح العلم والتطلع نحو المستقبل بأمان شاعر ,

وراحة فنان للتو انتهى من رسم لوحة يدافع فيها عن الظلم , فلن نلجأ لـ سيزيف

 وصخرته العنيدة ليعلمنا كيف نعيش بأمل مبتور الأطراف , إن أقبية الصمت الموغلة

في الظلام  والوحشة هي العدو الأول الذي يتلصص على مستقبلنا المترع بالغموض

جراء عدم وعينا بحقوقنا مستسلمين  بؤسا.  إن لدينا كثيراً مما يسعد نا, ولكن

مصابيحنا الداخلية مكسورة ومرايانا مشروخة , إن التفكير بحدودنا ومساحاتنا

 الموضوعية والزمانية والمكانية , ليست رفاهية هي أساس عيشنا إن أردنا أن

نعيش بكرامة وإنسانية , فـبناء قلعة للحرية الإنسانية هو عمر أطول من عمر من

يحاول قصف هذه القلاع بعد بنائها , والإرادة القوية الهادفة إلى تنمية مجتمع ,

لا تصنع إلا عبقريات من حرية منظمة.فهل أقدمنا على رسم مسار شجاع

وموضوعي لمستقبلنا ؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق