الاثنين، 22 ديسمبر 2014

أثــق حتى الانســياب ..!!


أثق في الحَياة كثيرا , لم يُعلمني احد كيف أثــق , ولكني بإحساسي أثق بكل ما حولي
 , فـ الجبال تجاور الأنهار وتُصادقها , المحيطات الهادرة , لم تتعد على اليابسة
بطوفان غادر , الغابات تسكنها الحيوانات ولازالت وفيّة لها بـ سكن وكلأ , الشمس
 أقسمت أن تظهر لنا كل يوم بـ جديدها من جمال خلاب ودفء , وإشراق, ولم تحنث
 بقسمها مثل بعض بني البشر , القمر أخو النجمات الجميلات  لم يخنهن أبدا , إذن
 لماذا لا أثق وأنا أشاهد هذه الصور الجميلة في الطبيعة الباسمة المزغردة في عيني
 وعقلي وروحي لا أستثني قلبي الضَالع بحب الجمادات أكثر من البشر , فالبشر
يجرحون مُخمليتي , فأتحول إلى قنفذ أو "ارماديلو" لكي أحمي نفسي البسيطة من
 ألـم مزعج بارد,أحيانا أحس أن مشاعري المرهفة شيء انقرض مثل
الديناصور"تريكس" .عندما أقول لصديقاتي أنا حورية قادمة من الحلم وقد تزوجت
الوفاء ,عندها يتضاحكن , ويتراشقن النظرات استهزاء بمشاعري الرقيقة حد
السذاجة كما يطلقون عليها, تنتابني هنيهات من غضب سعيد كعادتي , أتمنى لو أنني
أتعرف أكثر إلى مشاعرهن المختلفة واعرّضُهن لـ " الماندالا" كي أكشف عن حياة
العقل اللاواعي لديهن , كم أتمنى أن اغرس "حربة الحب"في قلوبهن حتى يستشعرن
 جمالا غاب عنهن في وحل النفوس المقفرة, قلت لهن إني أحبكن كـ كثرة خيباتي في
قلوبكن العامرة بالجمود , لم يغضبن مني فهن يعتقدن أنهن سعيدات لأن الحياة
وهبتهن القسوة حد الإفراط , فمنهن من لا تحب زوجا قد يكون بنظرها غادراً , ولا
طفلا شقيا , يتطاير قلبها معه كلما غاب بعيدا عن نظرها في لعب أو سفر أو حتى
نوم,ولا تحب منزلا مسجونة فيه من وجهة نظرها , تجمع حكمتها البيضاء وملامح
شخصيتها , وعبق أريج أنفاسها فيه , لم تقرأ  قصيدة" البحيرة"  لـ ألفونسو دي
 لامارتن التي كتبها على ضفاف بحيرة بورجيه في جبال السافوي الفرنسية بعد وفاة
حبيبته إلفير جولي, قصيدة فيها من التأمل والحب والقسوة شيء كثير,ولقد   
قابلت من الصديقات عشراً, تفحّصت وجوههن المُغرقة بعدم الوضوح والتجلّي,
 بحثت بين تقاطيع وجوههن عن قبس نور من صدق وحب لا ينتهي , ورغم فشلي في
 استنطاق مشاعرهن اليتيمة تجاهي والتي تمنح حبي لهن أجنحة مغايرة عما هو
 مألوف,إلا أنني لازلت أبحث بين تفاصيلهن عن نور من أمل , ولكن بين حضور
وحضور لا يجدي العتب ,وبين وصال وانقطاع لا تتدمر بوصلة الوفاء , سوف أرسل
برقيات عاجلة من كلمات مليئة بزهر الوفاء إلى قلوبهن الموجوعة , فانا أتضور
جوعا لصداقة مدهشة, وضوحها كالشمس , وكضياء القمر , اعلم انه أحيانا تلدنا
 الحياة بوجع دون أن تقطع حبلها السّري , إلا أنني سوف أهِيل تُراب الصمت على
روحي , وادفن قلبي في مقبرة الصدق, منتظرة تلك التي سوف تربت على كتف الحب
وتنفض عني تراب صمتي القسري …!!








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق