الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

الأربعاء الحزين...!!


للمرآة انعكاس مخيف مع مساء أرجواني اللون،
نظرت لوجهي مطولاً في المرآة ..
قسماتي غير سعيدة ..
حركاتي بطيئة..
أنفاسي ثقيلة..،
أعصابي مشدودة...
تذكرت والدي فاعتدلت في جلستي،
وبدأت أستعيد آخر أيامه معنا...
رأيته مسجي على سرير المرض،
كان أنيقاً كعادته،
وجهه يغريني بالتمسك بالحياة.
كنا نلتف أنا وإخواتي وأخواتي حوله بشكل فوضوي
أتفحص وجوههم كالأطفال أراهم مفجوعين خائفين ... منهارين ..
لا يستطيعون إطالة النظر لوجهه الملائكي.
لا ألومهم
أبي ..
كنا نكابر .. وكالنوارس على شاطئ سريرك الأبيض،
كنا نحارب فكرة عدم وجودك في حياتنا...
وفي صباح قلق وعنيف غيبك الموت وتشردنا في مدن الحيرة، وقيدنا بأسلاك من الدهشة والألم...!!.
نعلم ياآسر قلوبنا كم تحبنا..
تحبنا ونحبك بحجم السماء،
فراقك مسمار يدق في نعش القلب،
نردد أسمك بحب وحزن عميقين،
نشتاق إليك والدي..
فالشوق موجع ومخيف.
لم يعد للأماكن والأشياء طعم بدونك،
لقد تساوت الأمور، وماتت الرغبات،
لست مجرد أب ..
أنت الأمان، الحب، الاحتواء،
أنت جمرة بين الضلوع...
نغمض أجفاننا فنراك واقفاً بطلعتك البهية
وابتسامتك الصامتة الساحرة
راض كعادتك. وها نحن بعد رحيلك القاسي بدأنا بحفظ شوارع وطرقات الحزن والألم، وبكل أبجديات الحزن واللوعة بدأنا نرتجف خوفاً أمام الشوق لك.
نعم نشتاق إليك.. كقلب ينزف
يرفض التوقف إلا بترياق من حضورك البهي.
أرواحنا مزدحمة بسحب الشوق والحب...
حتى البكاء لم يعد له سبيل إلينا.

أهرع إلى أوراقي وقلمي ... فحروفي تتراقص لتكتب حزني... ولنكتب قصة، كان ياما كان هناك .. أبناء عاشقون..!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق