الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

توقيع سيدة محترمة...!!


كل شيء يدفعني للرحيل إليه ...إلى ذلك العالم النقي المكتظ بالسنابل والنخيل .... وعلى جريد النخيل أكتب أسئلة تطفو بين مد وجزر، وأمنحها فرصة الانتماء بلا تصنيف أو ترتيب مسبق إلى عالم خال من عنصرية الإنسان المتحضر....!!
هل هيمنة الزنبق على الماء مدعاة لأزالته؟.... وهل احتضان أشعة الشمس للأرض دليل على تسلطها ...؟؟
وهل تسلق أشجار الياسمين  جدران المنازل العتيقة يفترس بطريقة متغطرسة جمال المنازل أم يزيدها جمالا ..؟
لأقفز باتجاه الريح وأغرس سؤالي  كشظية بين ذرات الغبار واقذفه  بسرعة كرة المضرب ...ماالذي ينقصنا نحن السيدات لنحظى بالاحترام والتقدير ككائن لطيف؟
أعلن الحداد ويتراءي لي ليل ومأتم وكفن يحمل إجابات ميتة، ولكني أريد أن أستحضر العقل في سطوري ... هل الهيكل الاجتماعي عاجز عن تكوين صورة حقيقية للمرأة؟ وهل تصنيفها يندرج تحت قائمة الموجودات؟ قد أبالغ لو قلت أن هناك من يراها كائناً ليس له وظيفة غير الإنجاب، مع أن وظيفة الإنجاب  سامية وحق طبيعي للمرأة، ولكنها تتعلق بحدود ماهو أساسي وضروري للحياة, ولكن هل احترامنا للكائنات والموجودات مرتهن  بوظائفها, قطعا لا ..!! فهذا العالم المتغطرس سوف يغتالنا إذا لم نضع له حدوداً فذاكرته مجروحة وتنزف عنجهية شبيهة بعنجهية الإنسان الرابضة في أعماقه ويرفض الاعتراف بها؟ فهو مكتفى بحضارته الخارجية, أليس الاحترام الذي يجب أن يحظى به كل من على هذه البسيطة هو حضارة الإنسان, ومعناه الانتظار الدائم لكل ما هو جميل, أليست تلك المخلوقة المجبولة على انتظار التقدير من الآخر والعيش من أجله لإسعاده جديرة بالاحترام؟ فهي تعيش كمحاربة باسلة تقاتل على جميع الجبهات من أجل إسعاد الآخرين. والمجتمع يعيبها، والرجل يقلل من قدرها وأبناؤها ينتظرون منها مزيداً من العطاء.

عندما يزوروني طيف الأسئلة أصير مرهفة كسوسنة خجلي تعبت من العدو طويلا في بيداء الإجابات المقفرة.... تلك الأسئلة الحيرى والتي غالبا ما تتكسر على زجاج الأمنيات، هل سوف تعود السعادة يوما ما لتسكن جسد ذلك الكائن الرقيق المثخن بانتقادات المجتمع  والملامح الرمادية التي تصرخ بكل من تحمل تاء تأنيث؟
متى تتيهين خيلاء بنفسك يا سيدة من ترياق جمال؟...أما آن الأوان لترمي سلاحك كمحاربة وتنعمي بسكينة آتية من عصر الحكماء؟
أما آن لك أيتها المفرطة بالرقة والإيثار على النفس أن تنعمي بظلال غيمات الاحتواء الاستوائية التي تمطر الحب كل يوم؟ أما تعبت من الإقصاء؟.....!! أما آن لروحك الموغلة في العطاء أن تنام وادعة في فراشها؟..!!
أكسري سياج الحماقات دونك وتسلقي قمة قوس قزح واصفعي الألم واحقدي عليه، فهو الذي أضعفك وجعلك مطأطئة، عاجزة حتى عن الدفاع عنك ..يا سيدة من لؤلؤ تجاوزي كل الأسلاك الشائكة في دربك، فأنت الوحيدة القادرة على تمهيد طريق آمن لك، اخرجي من نيران  العبودية وسجن أنانية الآخرين، وارفعي راية النصر، فأنت وأنت فقط من سيفك قيودك وينتشلك من عالم شرير يتظاهر بالطيبة , أيقظي حواسك  الغافية على سيمفونية اللامساوة، وابحثي عنها في دهاليز الحق .... اذهبي فالسماء لا تمطر احتراما .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق