الجمعة، 8 مايو 2015

الحروب ليست كلها شراً ....!!



في الحرب العالمية الأولى والثانية  دخلت الدول في حروب دامية للسيطرة على النظام الاقتصادي العالمي الذي كان آخذاً بالتشكل في ذلك الوقت , وكنتيجة طبيعية لأي حرب, فقد انخفض معدل النمو في التجارة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية ,و عاشت دول اوروبا الغربية تحت عاصفة من الدمار والبؤس , وعانى الاتحاد السوفيتي من هذه الحرب بأن لحقت به الخسائر المادية والمعنوية,وتشرذمت صناعة اليابان ,إلا أن من خرج صحيحاً باقتصاد سليم ومعافى من الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة الأمريكية,فكان العالم يعج بفوضى الضعف مما اوحى الى أن الاقتصاد العالمي يحتاج الى إعادة هيكلة وتأسيس من جديد فميزان القوى اختلف وتفاوت , فكان أن تسلمت دفة التنظيم الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي,وكعادة هاتان الدولتان التي لا يصيبهما الارهاق أو الرتابة فقد استطاعتا بناء نظام اقتصادي متكامل الاركان والتحكم به حتى سبعينات هذا القرن الا ان الموازين بعدها اختلفت وبدأ الصراع البارد بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية , و خلاصة القول ان الحروب ليست كلها شراً, فعندما تدخل أي دولة في حرب , أو تكون مهددة معناه أن تكون مستعدة تماماً لذلك,والأكيد انها سيطالها بعد هذه الحرب تغييراً من نوع آخر , و(عاصفة الحزم ) بعد انتهائها ستلقي بظلالها كاملة على جميع نواحي الحياة في المملكة السعودية فقد كانت إجراء وقائي لإعادة الأمور الى نصابها ولكنها كشفت لنا الكثير من الضعف والهشاشة في اغلب مؤسساتنا ,فنحن نفتقر الى مراكز الدراسات والبحوث  التي التي هي بمثابة استثمار معلوماتي ينبئنا بمستقبلنا ويستشرفة , ويحدد لنا واقعنا وكيف نتعامل معه , أيضاً أتضح لنا أن رؤيتنا للمستقبل غامضة , وليس هناك أي خطط لاستثمار المستقبل . والازمات والصراعات  تتخلق بعدها حضارة جديدة تحمل معها اشكالاً مختلفة للمعيشة والتفكير , وطرق مختلفة ومتغيرة في العمل ,وملامح اقتصادية جديدة ,ووعي وادراك مختلف إنه إنتقال من نقطة أ إلى نقطة ب ولكن بطريقة يعتريها الكثير من التغير والتأمل والنضج والإدراك, فنحن الآن في المملكة السعودية نواجة قفزة كمية إلى الأمام , ومن الضروري أن نعرف ونعي أننا نساهم كلنا الآن في بناء جديد بدأت ملامحة تتخلق , ولانعلم الى متلى ستستمر هذه الازمة الا انها ستكون هي طريقنا نحو النضج ...فهل فعلاً سنستفيد من ازمتنا الحالية للتشييد والبناء ؟
*أدب الحروب :
- تَفَتَحُ الحَربُ دَفَاتِرَ الأطفَال فَلا َتَجِدُ إلا جُثة عُصفُورٍ , وَحَلوَى مُتَيَبسَة , ومَدَرَسَةٍ مُغَلقَة , وَشَاعِراً يَبِيعُ الأحَلام.
- تَخَيّلَ أنْ ألحَرَب دَرَبً لِلخَلاص فَسَقط عُصُفور مِن عُشّه , وَنَاحَت حَمَامَة سلَام.

- وَزِيرٌ ذَكِي ,وَقَلَعة ٌتَسِير , وَفِيلٌ مَحكُوم بَأربع خُطُواتٍ ,وَجنَود بالأبِيضِ والأسوَدِ يَمُوتُونَ دُونَ مُبَرر فَقطَ فِي لُعبَةِ الشَطَرنَج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق