الجمعة، 2 يناير 2015

يــا دنــيا يا غـــــرامي ...!!

(تنسل كلماتي كخيوط الشمس الذهبية
معلنة تمردها على كل شيء
فثرثرات العمر لا يجب أن تتوقف).
أشعر بمودة غامضة تجاه فيلم (يا دنيا يا غرامي) وهو  "فيلم"  "مصريون"، مصري حائز على جوائز عالمية، ويروي الفيلم قصة ثلاث فتيات عاملات تجاوزن سن الزواج الاعتيادي. هذا بالرغم من تحليهن بقدر من الجمال المعقول وخفة الدم. ومع تواضع المطلب وبساطته في تحقيق الطموحات والأحلام لم تستطع أيّ منهن أن تحقق حلمها البسيط المتمثل في الحب والزواج والحياة الآمنة مع ابن الحلال، يتكرر سيناريو هذا الفيلم في حياتنا ونشاهد الكثير من أحلام الصبايا التي تترمد يومياً بسبب مفاهيم مغلوطة عن الزواج ومحدداته وعن الجهل بمفهوم مؤسسة الزواج مما يجعل هدفه هو الانتماء للمجتمع فقط دون الوعي والإلمام بمفاهيمه واهميته، فالزواج فرغ من معناه الحقيقي وأصبح شكلاً اجتماعيا، وهذا ما يؤدي إلى فشل مؤسسة الزواج لدينا، والحقيقة أننا جردنا الزواج من مرتكزاته وقفزنا إلى الشكل النمطي الذي لا يتعدى التفكير بالماديات وغفلنا أو تغافلنا أخلاقيات الزواج والعاطفة والحب والسلوك والوعي بأهمية المحافظة على هذه المؤسسة فهي شراكة بين اثنين تتطلب أن يكون كل طرف لدية مهارات في التواصل والتفكير والقدرة على حل المشكلات، وكم من صبية عانت وتعاني من فشل أحلامها نتيجة تقديرات فاشلة للزواج، وإلى متى يستمر اشتعال الأحلام حتى الرماد دون تدخل، والعلم الحديث، سهل لنا كيف نتعامل مع الحياة ومع البشر، فسر لنا العلم أغلب ما نحتاجه، فلماذا لا نتوجه له فعلياً؟ العلم ثم العلم هو ما نحتاجه لنتطور وننمو باعتدال وفهم صحيح لكل ما حولنا، لذلك يجب أن توضع مناهج من الحضانة حتى الثانوية في شرح وتنظيم ومحاكاة التعاملات الانسانية، يقوم عليها متخصصون في علم النفس والتربية وعلم الاجتماع، وهذه المناهج تكون متنوعة سواء في كيفية التعامل مع المرأة كإنسان مؤهل وواعٍ يؤثر ويتأثر في مسرح الحياة، وفي السلوكيات وثقافة الاختلاف واحترام الآخر، والثقافة الزوجية الحقوق والواجبات، وحتى مناهج في تعليم القيادة من بداية السنة الأولى في الثانوية وغيرها الكثير مما يجب أن يكتسب في المدرسة ليعززه المنزل، فلا يجب أن نترك حياتنا ومشاعرنا وردات فعلنا تجاه أمور الحياة للصدفة، وعندما تركناها للصدفة غرقنا بالمشاكل التي لا نحلها إلا بخلق مشكلة أخرى، فنحن غالباً ما نحس بالاستياء من الاختلافات بيننا، ونقاومها بالغضب أو الرفض، وكل منا يرغب أن يحس البشر في حياته بنفس طريقة تفكيره، وأن يتصرفوا كذلك بمثل تصرفاته، نحاول أن نحسّن صورتهم، بينما من الأفضل أن يجدوا منا القبول والتقدير والثقة.
*أحلام قشيبة:
رسمت جدائل أحلامها على صدره، إلا أنه تركها ورحل فكان خصماها هما القدر والحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق