السبت، 1 أغسطس 2015

سيـــد العالــــم ..!



لو كان المجتمع مثالياً مكوناً من الفلاسفة لم يحتج إلى القانون) مجهول.
المتتبع لتاريخ الجماعات البشرية يرى أن حياة الشعوب لم تكن خالية من النظام والقانون على مر العصور، بل كانت كل العلاقات الإنسانية مبنية على الكثير من القوانين والقواعد التي تنظمها، وكلما ازداد عدد الجماعات كلما كان وجود القانون ملزماً لتنظيم علاقاتهم ومعاشهم، ويوضح حقوقهم وواجباتهم،وأعرافهم، وتقاليدهم، ويرى ترمان آرنولد: «إن هناك في كل مجتمع من المجتمعات عدداً لا يحصى من القواعد والعادات والإجراءات والتدابير التي لها صفة الإجبار وكل هذا ما يطلق عليه في العادة صفة القانون ولكل بلد قوانينها التي تختلف أحكامها عن غيرها من البلدان، ولكن لا يمكن أن يختلفوا على الأساس وهو الهدف من وضع القانون وتشريعه، وإذا غاب القانون تحول المجتمع إلى غابة القوي يأكل الضعيف.
ويؤكد عالم الاجتماع الفرنسي گورويج: أن هدف القانون تحقيق العدالة في إطار مجتمع معين، وبالرغم من أن العدالة قيمة نسبية عنده وإنها تختلف بالتالي باختلاف المجتمعات إلا أنه يرى أن الغاية (العدالة) واحدة عند الفرد والدولة معاً. لذلك وجود القانون أمر يتناسب مع سلوكيات البشر في إدارة حياتهم، وإيجاد التوازن والقوة فيها، وفك التصادمات والحفاظ على الحقوق المشروعة لكل فرد، وإيقاف أطماع من لا تقف أطماعهم عند حد، ولكني أتساءل ما الذي جعل مجتمعنا هشاً وضعيفاً؟ أليس غياب القانون؟ وعندما يُرفَض سن قانون ألا يوجد بديل مقترح إزاء هذا الرفض؟
ربما عدم الإيمان بأهمية القانون أو الفهم الخاطئ له تجعل رفضه أسهل من التعامل معه وقبوله ومن ثم تطبيقه، ولو استوعبنا أن القانون السليم هو الذي ينبعث من كافة المستويات ويندمج مع مختلف الجوانب الثقافية والأخلاقية والتربوية بحيث يتكامل مع العناصر الأخرى لتحقيق المثل الإنسانية والإلهية العليا. ولا يوجد علاقة تستحق التنظيم أكثر من حل الخلافات التي تحصل نتيجة التعارض بين مصالح الناس، وكلما وجدت مجتمعاً يطبق القانون، كلما كان تأثير القانون بالأفراد قوياً ورأينا مجتمعاً ناهضاً فكرياً واقتصادياً ومتطوراً وكلما كان المجتمع لا يؤمن أفراده بالقانون كلما كان وضعه بائساً متخبطاً.
وما يشغلني هي مجموعة أسئلة موجهة لمن يرفض وضع حد للتخبطات البشرية في المجتمع، وهي على الشكل الآتي:
ما الذي يمنع من سن قوانين في المجتمع بدءاً من قوانين ضد التحرش ومكافحة التمييز ضد الأقليات وحمايتهم، تكون قوانين مكتوبة تنظم حياتنا ومعاشنا بشكل واضح وتتوافق مع التشريعات الإسلامية؟
ما مشكلة البعض النفسية من وضع القانون؟ والحساسية الشديدة تجاه المطالبة به؟
ما هي خلفيتك ومصادرك وتعريفك للقانون؟
ومتى تتعامل مع القانون كحل لمعظم مشاكلنا الاجتماعية؟
متى نستوعب أن هدف القانون هو إقامة العدالة، التي تعني توفير مصلحة الطرفين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق